الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
{وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ} [8] أي مقدر وهو مفعال من القدر.{وَسارِبٌ بِالنَّهارِ} [10] مجازه: سالك في سربه، أي مذاهبه ووجوهه، ومنه قولهم: أصبح فلان آمنا في سربه، أي في مذاهبه وأينما توجه، ومنه: انسرب فلان.{لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ} [11] مجازه: ملائكة تعقّب بعد ملائكة، وحفظة تعقّب بالليل حفظة النهار وحفظة النهار تعقّب حفظة الليل، ومنه قولهم: فلان عقّبنى، وقولهم: عقّبت في أثره.{يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} [11] أي بأمر اللّه يحفظونه من أمره.{وَإِذا أَرادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوْءًا} [11] مضموم الأول، ومجازه: هلكة وكل جذام وبرص وعمّى، وكل بلاء عظيم فهو سوء مضموم الأول، وإذا فتحت أوله فهو مصدر سؤت القوم، ومنه قولهم: رجل سوء قال الزّبرقان بن بدر:
{يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا} [12] أي ترهبونه وتطمعون أن يحييكم وأن يغيثكم.{وَيُنْشِئُ السَّحابَ} [12] أي يبدأ السحاب، ويقال: إذا بدأ: {نشأ}.{وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ} [13] إما أن يكون اسم ملك قد وكلّ بالرّعد وإما أن يكون صوت سحاب واحتجّوا بآخر الكلام: {وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ} [13] يقال: ألا ترى أن العرب تقول: ولا يكون هكذا إلّا الصوت.{شَدِيدُ الْمِحالِ} [13] أي العقوبة والمكر والنكال، قال الأعشى: غرام: هلاك وفى القرآن: {إِنَّ عَذابَها كانَ غَرامًا} [25: 65] أي هلاكا وقد فسرناه في موضعه، وقال ذو الرّمّة: والشّغزبة الالتواء.{وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ} [14] مجازه: والذين يدعون غيره من دونه، أي يقصرون عنه. و: {يَدْعُونَ} من الدعاء، ومجاز: {دُونِهِ} مجاز: {عنه} قال: أي عنّى.{لا يَسْتَجِيبُونَ} [14] مجازه: لا يجيبون، وقال كعب: {إِلَّا كَباسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْماءِ لِيَبْلُغَ فاهُ} [15] مجازه: إن الذي يبسط كفّه ليقبض على الماء حتى يؤديه إلى فيه لا يتم له ذلك ولا تسقه أنامله أي تجمعه، قال ضابيّ بن الحارث البرجميّ: يقول: ليس في يدى من ذلك شيء كما أنه ليس في يد القابض على الماء شئ. وقال: {بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ} [15] أي بالعشيّ، واحدها: أصل وواحد الأصل أصيل وهو ما بين العصر إلى مغرب الشمس، وقال أبو ذؤيب: وقال النّابغة: أصيلال: تصغير آصال.{فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رابِيًا} [17] مجازه: فاعل من ربا يربو.أي ينتفخ.{أَوْ مَتاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ} [17]، وهو ما تمتعت به، قال المشعث: {كَذلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْباطِلَ} [17] أي يمثّل اللّه الحق ويمثل الباطل.{فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفاءً} [17] قال أبو عمرو بن العلاء: يقال: قد أجفأت القدر، وذلك إذا غلت فانصبّ زبدها أو سكنت فلا يبقى منه شيء.{لِلَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنى} [18] استجبت لك واستجبتك سواء وهو أجبت، و: {الحسنى} هي كل خير من الجنة فما دونها، أي لهم الحسنى.{الْمِهادُ} [18] الفراش والبساط.{أُولُوا الْأَلْبابِ} [19] أي ذوو العقول، واحدها لبّ {وأولوا}: واحدها ذو.{وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ} [23] أي يدفعون السيئة بالحسنة، درأته عنى أي دفعته.{عُقْبَى الدَّارِ} [24] عاقبة الدار.{سَلامٌ عَلَيْكُمْ} [24] مجازه مجاز المختصر الذي فيه ضمير كقولك:يقولون سلام عليكم.{وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتاعٌ} [26] إلّا متعة وشئ طفيف حقير.{مَنْ أَنابَ} [27] من تاب.{طُوبى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ} [29] أي منقلب.{خَلَتْ مِنْ قَبْلِها أُمَمٌ} [30] أي مضت قرون من قبلها وملل.{وَإِلَيْهِ مَتابِ} [30] مصدر تبت إليه، وتوبتى إليه سواء.{وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى} [31] مجازه مجاز المكفوف عن خبره، ثم استؤنف فقال: {بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا} [31] فمجازه: لو سيّرت به الجبال لسارت، أو قطّعت به الأرض لتقطعت، ولو كلّم به الموتى لنشرت، والعرب قد تفعل مثل هذا لعلم المستمع به استغناء عنه واستخفافا في كلامهم، قال الأخطل: وهو آخر قصيدة، ونصبه وكفّ عن خبره واختصره وقال عبد مناف ابن ربع الهذليّ: وهو آخر قصيدة، وكفّ عن خبره. وقوله شغشغة: أي يدخله ويخرجه والهيقعة أن يضرب بالحدّ من فوق والمعوّل: صاحب العالة وهى ظلّة يتخذها رعاة البهم بالحجاز إذا خافت البرد على بهمها. فيقول: فيعتضد العضد من الشجر لبهمه أي يقطعه والدّيمة المطر الضعيف الدائم والأزاميل: الأصوات واحدها أزمل وجمعها أزامل زاد الياء اضطرارا والغماغم: الأصوات التي لم تفهم حسّ الجنوب: صوتها قتائدة طريق. أسلكوهم وسلكوهم واحد.{أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا} [31] مجازه: ألم يعلم ويتبين، قال سحيم بن وئيل اليربوعيّ: {قارِعَةٌ} [31] أي داهية مهلكة، ويقال: قرعت عظمه، أي صدعته.{فَأَمْلَيْتُ} [32] أي أطلت لهم، ومنه المليّ والملاوة من الدهر، ومنه تمليت حينا، ويقال: لليل والنهار الملوان لطولهما، وقال ابن مقبل: ويقال: للخرق الواسع من الأرض ملا مقصور، قال: وقال: {أَفَمَنْ هُوَ قائِمٌ عَلى كُلِّ نَفْسٍ} [33] أي دائم قوام عدل.{وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَشَقُّ} [36] أي أشدّ.{لِلَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنى} [18]ثم قال: {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ أُكُلُها دائِمٌ وَظِلُّها تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَعُقْبَى الْكافِرِينَ النَّارُ} [35] مجازه مجاز المكفوف عن خبره.{حُكْمًا عَرَبِيًّا} [37] أي دينا عربياّ أنزل على رجل عربى.{يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ} [39] محوت تمحو، وتمحى: لغة.{وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ} [40] ألف: {إما} مكسورة لأنه في موضع أحد الأمرين.{نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها} [41] مجازه: ننقص من في الأرض ومن في نواحيها من العلماء والعباد، وفى آية أخرى: {وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ} [12: 82] مجازه:وسل من في القرية.{لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ} [41] أي لا رادّ له ولا مغيّر له عن الحق. اهـ.
|